إعلان النصر في الغوطة الشرقية من ريف دمشق في غضون الأيام المقبلة أصبح محسوماً، وهو يتوّج انتصارات الجيش السوري، بدعم من حلفائه في محور المقاومة وروسيا، في حلب والبادية ودير الزور وأرياف حلب وحماه وإدلب وغيرها، على أنّ هذا النصر الجديد، الذي هلّت بشائره بزيارة الرئيس المقاوم بشار الأسد للغوطة، يضع سورية على أعتاب المرحلة الأخيرة من إعلان النصر النهائي على قوى الإرهاب التكفيري بمنوّعاتهم ومسمّياتهم كافة، ويقضي على أحلام أميركا والغرب الاستعماري وكيان العدو الصهيوني وأتباعهم في إسقاط سورية العروبة والمقاومة في شباك التبعية والعمالة، ويسرّع عملية ولادة مرحلة عربية وإقليمية ودولية جديدة سمتها إسدال الستار على مرحلة ما سمّي بالربيع العربي الأميركي الصنع والتخطيط والتحضير، ويضع نهاية لعصر تسيُّد وهيمنة الولايات المتحدة على العالم وتحكّمها بالقرار الدولي، ويدشن قيام عالم متعدّد الأقطاب.
هذه المرحلة الجديدة تولد اليوم عبر فوهات بنادق ودبابات الجيش السوري في الغوطة الشرقية الذي يغيّر، بتقدّمه في الميدان وتحرير مدن الغوطة وبلداتها، خريطة العالم والموازين الدولية، على حدّ قول الرئيس الأسد، الذي برهن مجدّداً، من خلال جولته على بلدات الغوطة المحرّرة ولقاءاته مع ضباط وجنود الجيش في جبهات القتال مع قوى الإرهاب، على شجاعة وجرأة في مشاركته ضباطه وجنوده الأبطال معركة صنع النصر على الإرهاب، مجسّداً بذلك نموذج القائد المقاوم الذي وقف صامداً لا يلين أو يساوم في مواجهة أكبر وأشرس حرب إرهابية كونية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
في الغوطة الشرقية يسقط الجيش السوري اليوم رهانات الغرب وأعوانه، ويضع حداً لإرهاب شكّل خطراً على العاصمة دمشق على مدى سبع سنوات، ويؤكد أنّ سورية ستبقى شامخة وقلعة المقاومة العربية ضدّ الاحتلال والاستعمار وقلب العروبة النابض على حدّ قول الرئيس العربي الكبير الراحل جمال عبد الناصر. فسورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، ومن خلال انتصاراتها على قوى الإرهاب والدول الاستعمارية الداعمة لهم، تعيد استنهاض الأمة وقدرتها على تحقيق النصر، بما يذكّرنا بالانتصارات ووقفات العز والبطولة التي جسّدها الرئيس جمال عبد الناصر الذي صمد وقاوم العدوان الذي شنّه الاستعمار الغربي الصهيوني على السويس وانتصر عليه، وكرّس استقلال مصر ودورها الريادي في النضال من أجل التحرّر من الاستعمار وعهود التبعية والاحتلال الصهيوني لفلسطين.
ويمكن القول إنّ الانتصار الذي يُصنَع اليوم في سورية إنما يؤسّس لمرحلة جديدة سمتها صعود وتنامي قوة محور المقاومة المنتصر لفلسطين وشعبها المقاوم، وانتصار خط العروبة الأصيلة المتحرّرة من الاستعمار والتبعية، القادر على شقّ طريق الأمة نحو التقدّم والازدهار والتخلص من الاحتلال الصهيوني. فانتصار محور المقاومة يرسم طريق تحرير فلسطين بالمقاومة ويسقط رهانات الأعداء على تصفية القضية عبر إسقاط سورية، كما يسقط المشروع الأميركي الصهيوني الهادف إلى تفتيت الدول العربية الى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية.
لقد بدا واضحاً أنّ انتصارات الجيش السوري في الغوطة وزيارة الرئيس بشار الأسد قد كشفت عجز أميركا والغرب عن إخضاع سورية عبر التهديد والتهويل، وأكدت أنه عندما تكون هناك قيادة صلبة وشجاعة ومقاومة وجيش عقائدي، وتستند إلى تأييد شعبي كبير، فإنها تستطيع مواجهة قوى الاستعمار مهما امتلكت من قوة وجبروت، وتحقيق النصر وإسقاط مخططاتها.